الأربعاء، 3 مارس 2010

المزاح والفكاهة في الإسلام

في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن – أي لم تسمن - ، فقال للناس : تقدموا فتقدموا ثم قال لي: تعالي حتى أسابقك، فسابقته فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت، خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس: تقدموا، ثم قال: تعالي حتى أسابقك، فسابقته فسبقني، فجعل يضحك ويقول: هذه بتلك. (رواه أحمد)

و عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : جاء أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأذن له ودخل فقال : يا ابنة أم رومان ! وتناولها، أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها، قال: فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها يترضاها : ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك؟ قال: ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها ، قال : فأذن له ، فدخل فقال له أبو بكر : يا رسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما . (رواه أحمد)

ويوجد باب في صحيح البخاري في كتاب الأدب يسمى باب التبسم والضحك، ومنه

أخرج البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعرف غَضَبكِ من رضاكِ ، قالت : قلت وكيف تعرف ذاك يا رسول الله ؟ قال : إنك إذا كنت راضية قلتِ بلى ورب محمد ، وإذا كنت ساخطة قلت : لا ورب إبراهيم ، قالت : أجل ، لا أهجر إلا اسمك.

الرسول مع أصحابه : كان صهيب الرومي رضي الله عنه كثير المزاح، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلاطفه ويدخل السرور على نفسه، وكان وقتها – أي صهيب - يأكل تمراً وبه رمد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم له كما روى ذلك ابن ماجة في سننه : أتأكل التمر وبك رمد ؟! فقال يا رسول الله: إنما أمضغ على الناحية الأخرى !! فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الرسول مع الأطفال : عن أنس رضي الله عنه قال : إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير : يا أبا عمير ! ما فعل النغير ؟

وتدور مفردات الفكاهة والمرح لغوياً على السعة، والانبساط، والسرور، وإزالة التعب والتوتر والقلق، وإدخال السرور على النفس، والانتقال بالنفس من حال إلى حال آخر أكثر متعة وسعادة.

الفكاهة والمداعبة لغة الممازحة، والرجل الفكه هو الرجل طيب النفس، المزّاح، والمزاح نقيض الجد.

المزاح المحرم والمزاح المباح :

  • الفكاهة: استغلال بعض المواقف بقول أو فعل يدخل السرور على القلب، ويسري عن النفس، مما يحقق للفرد الصفاء الذهني والتوازن النفسي.

  • ومن الفكاهة ما هو مباح فلا يوقع في معصية ولا يشغل عن طاعة ومنه مزاح النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الفكاهة ما هو محرم بأن يوقع في المعصية أو يصرف عن طاعة واجبة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق