الجمعة، 5 مارس 2010

الشعر الضاحك.....(!)

ومن الشعر ما أضحك....!

أيها السادة .. أيتها السيدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما تصدر الفكاهة في نكتة بأسلوب نثرى فهذا جيد ويعبر عن قوة في الاسلوب وحضور ذهن.. لكن عندما تصدر الفكاهة والنكتة من شاعر في أبيات شعرية موزونة مقفاة لها جرس موسيقى فهذا قمة الجمال والإبداع.

بهذه المقدمة نتحدث عن النكتة والفكاهة في شعرنا العربى

لا تقتصر النكتة أو الفكاهة على الأسلوب النثرى وأسلوب القصة القصيرة فقط، لكن للشعر مشاركة كبيرة في ذلك.

وهذا الشعر له عدة مسميات منها الشعر الضاحك، والفكاهى ، والهزلى ...إلخ

فالجرس الموسيقي والوزن يعطى إضافة للنكتة بالإضافة إلى مافيها من فكاهة وإضحاك.

ومثلما ترتبط النكتة النثرية باتجاه معين أو موقف معين أيضا القصيدة الشعرية الضاحكة لها جو قيلت فيه ومناسبة تأثر بها الشاعر فآثر أن يخلدها في قصيدة تظل تقرأ وتذكر الناس بهذا الموقف.

والشعر الفكاهى قديم لا يقتصر على عصر أو أمة بعينها فالشعر العربى أو الانجليزي به قصائد فكاهية كثيرة لا حصر لها، وسنورد اليوم قصيدة تعد مثالا للشعر الضاحك.

ففي قصيدة عنونها صاحبها بـ(آخر خيبة) وقد قيلت عام 1954 يذكر فيها الشاعر الهزائم المتوالية التى توالت على فريق كرة القدم بالمعهد الذى كان يدرس به الشاعر وتلك الهزائم توالت طوال الموسم الرياضى بالمعهد حتى أصبح الفريق عار على المعهد مما دفع الشاعر لقول تلك القصيدة.

اقرأ معى :

قفوا هذا الفريق غداة خابا
فريق لو عدمنا لاعبيه
هم نالوا "الخيابة" بامتياز
إذا ذهبوا إلى النادى تراهم
ويبرع في الهيافة كل خَلْق
شبين الكوم تهزمنا وطنطا
وفي الإسكندرية وقد جاء منها
لنا المنصورة اكتسحت وعادت
وفي الهاف تايم يطفح برتقالا
ولو في الأمر لنا اختيار
أريحونا فإنا قد شبعنا
عليكم بالشوارع والحوارى


طويلاً إن لى معه حسابا
إذن والله قد فعلوا صوابا
وأعطوا كل "دلدول" منابا
على خوف بهم بلوا الثيابا
يعرِّش حجرة ويسد بابا
يقصِّر يومها منه الرقابا
وقد ملأت هزيمته جرابا
وقد مسحت بسمعتنا الترابا
شروه له بأموال الغلابا
لقدَّمنا بلاغا للنيابة
كسوفا واكسبوا فينا ثوابا
وفيها فالعبوا كرة شرابا


فلك أن تتأمل كيف امتلك الشاعر ناصية اللغة المرتبطة بالبيئة والموقف الذى أراد الحديث عنه، ولاحظ جمال القصيدة وموسيقاها ، وأيضا ترابط الأبيات ووحدة المضمون.

وإلى لقاء مع بقية موضوعنا الشعر الضاحك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق