الثلاثاء، 16 مارس 2010

لفظ (( الضحك )) في القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
نواصل حديثنا بإذن الله عن الفكاهة والطرافة والضحك ونتحدث اليوم عن ورود لفظ الضحك في القرآن الكريم
- جاء ذكر الضحك في قصة ابراهيم عليه السلام عندما زاره الملائكة ولم يعرفهم وخافهم ثم بشروه بغلام من زوجته سارة:
قال تعالى:{فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا إن هذا لشيء عجيب} سورة هود: الآيات70 ،71، 72
وهنا ترتيب في الآية خوف ـ ثم اطمئنان ـ ثم بشرى مفاجئة ـ ثم تعجب
فاستبشرت أو فرحت لم يذكرا في هذا الموضع ولكن ذكر الضحك فهو الملائم لهذه الحالة لدى سارة التى بشرت بابن بعد أن بلغت الكبر
ثم هناك موضعا آخر ذكر فيه الضحك في القرآن الكريم وهو موقف سيدنا سليمان عليه السلام مع النمل
قال تعالى:{حتى إذا أتوا على وادى النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلنى برحمتك في عبادك الصالحين } 18، 19 سورة النمل
فالموقف جاء لسليمان عليه السلام من حيث لا يتوقع ولا ينتظر من نملة ضئيلة الحجم دقيقة الجسم إلى سليمان الذى آتاه الله الملك العريض
ثم ورد الضحك في آيات أخر دليل على السخرية والاستهزاء مثل قوله تعال:{إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إليهم انقلبوا فكهين وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم حافظين فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون } الآيات من الآية 29، إلى الآية36
فالضحك الأول في الآية مرتبط بالتغامز الخفى من الكفار يحسبون أنهم يستغفلون المسلمين لكن الضحك الحقيقي كان من المؤمنين عليهم يوم القيامة عندما ظهرت الحقيقة فضحك هؤلاء الكفار في الدنيا صار ذلة ومهانة لهم يوم القيامة
أما الضحك الثانى في الآية فهو ضحك الذين على الأرائك بعد أن صار الكافرون هم الأضحوكة (أى المضحوك عليهم) بما ارتكبوه من جرم في الحياة الدنيا
وفي قصة سيدنا نوح عليه السلام جاء قوله تعالى:{أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون فاسجدوا لله واعبدو} سورة النجم الآيات من 59إلى62
فالحديث عن نذير الآزفة ويوم القيامة يضحك منه المنكر ويبكى منه الخائف من الله
ومن المواضع الأخرى التى ذكر فيها الضحك في القرآن الكريم سورة الزخرف في قصة موسى عليه السلام مع فرعون
قال تعالى:{ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملأه فقال إنى رسول رب العالمين فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون} الآيتان 46، 47
فقد فاجأوا سيدنا موسى بالضحك من الآيات بعد ظنه أنهم سيؤمنون بها فهم مصرون على الكفر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق