الاثنين، 1 مارس 2010

تدوين النكت في الكتب والمؤلفات:

سنتناول المؤلفات التى تناولت النكت والنوادر من الأقدم إلى الأحدث

تدوين النكات في أوروبا:

كان في أثينا حينئذ نادٍ كوميدي يسمَّى مجموعة الستين ، ويقال إن هذا النادي تسلَّم مبلغاً طائلاً من المال من فيليب حاكم مقدونية لأجل تدوين نكاتهم. لكن الكتاب فُقد في عصور لاحقة، على الرغم من أن بعض المؤرخين يقولون بعدم وجود هذا الكتاب في الأصل.

وفي روما، أشار بلاتو في اثنتين من مسرحياته لكتب طرائف. ويؤكد ذلك سوتنيس عن أحد أساتذة الإمبراطور أوغسطس واسمه ميليس، إذ ألَّف الأخير كتاباً يحوي 150 نكتة مختارة. ولكن رغم ذلك، فقد ورد إلينا كتاب واحد عن النكتة باللغة الإغريقية يعود إلى القرن الرابع أو الخامس الميلادي ويشتمل على 264 نكتة بعنوان الحبيب الضاحك . أتت طبيعة النكات في هذا الكتاب مختصرة ومركزة مثل: سأل حلاق أجيراً: كيف تريدني أن أقص شعرك؟ فأجاب الأجير: في صمت!! . ويجدر بالذكر أن هذه النكتة تُعد من ضمن أقدم عشر نكات مدوَّنة في التاريخ. كما يشتمل الكتاب على عدة أنواع من النكات تدور حول شخصيات مثل: البخيل والمتبجح ورأس البيضة أو الغبي. وللأسف، اختفى الكتاب تماماً في العصور المظلمة لأوروبا ومعه اختفى فن النكتة كما يبدو.

بقيت النكتة حيَّة مع ازدهار الحكايات الشعبية العربية في الجزء من أوروبا الذي كان تحت سيطرة العرب، حيث انتشر هذا الفن ووصل حتى إسبانيا وإيطاليا. أما في بقية أجزاء أوروبا المظلمة فلم تعاود النكتة ظهورها إلا مع بدايات عصر النهضة على يد الإيطالي بوجيو.

نشر بوجيو كتابه بعنوان الفكاهة في عام 1451م. ويحتوي الكتاب على 273 نكتة جمع أغلبها من خلال رحلاته العديدة في أنحاء أوروبا.

تتمثل أهمية الكتاب في كونه الأول الذي تمت طباعته مع أول ظهور لحرفة الطباعة، مما أدى إلى سهولة انتشاره على مستوى واسع. إذ سرعان ما تمت قراءته في كل أنحاء أوروبا. إلا أنه بالمعايير الحالية، تُعد النكات الواردة في هذا الكتاب طويلة جداً خصوصاً مع الشروح التي أوردها بوجيو بين جنباته. ولعل ذلك يعود لتأثره بالحكايات العربية، كما أسلفنا. ومن أمثلة النكات التي وردت في الكتاب نذكر التالية: كان رجل بالغ البدانة مسافراً إلى فلورنسا في إحدى الأمسيات. وفي الطريق سأل أحد الفلاحين: هل تعتقد أنني أستطيع الدخول عبر بوابة المدينة؟ وكان يعني هل يستطيع الدخول قبل إغلاق البوابات. فرد عليه الفلاح متهكماً من بدانته: لم لا. إذا كانت عربة من التبن تستطيع ذلك، فسوف تستطيع أنت أيضاً! .

وفي الفترة نفسها تقريباً في إنجلترا، قام وليام كوكستن، وهو أول ناشر إنجليزي، بطباعة أول كتاب للنكات في عام 1484م. حوى هذا الكتاب بعض النماذج من نكات بوجيو. ومع هذا التطور الذى صاحب ظهور حرفة الطباعة، صارت النكات في عهد شكسبير شديدة الرواج، لدرجة أنه أورد بعضاً منها في مسرحياته.

حدث التطور التالي في فن النكتة مع بدايات القرن السابع عشر حين بدأت النكتة تنحى للقِصر والتركيز، خلافاً لما كانت عليه في عهد بوجيو. في ذلك القرن، قام كاتب مغمور يسمى هيروكليز بنشر كتاب سماه تعليقات على كلمات فيثاغورث الذهبية ضمَّنه العديد من نكات بوجيو. وسرعان ما انتشرت نكاته في أنحاء أوروبا أيضاً. لكن التغير الأبرز الذي طرأ على النكتة الإنجليزية كان مع ظهور أعمال جو ميلر، الممثل المسرحي اللندني المغمور، بعد نشر كتابه بعنوان نكات جو ميلر في عام 1739م والذي طبع في العام الذي تلى وفاته. يحتوى الكتاب نكات مثل: سُئلت سيدة كيف أحبت رجلاً يغني ورائحة فمه كريهة. فأجابت: الكلمات جيدة ولكن الهواء لا يطاق! .

لكن في عام 1960م، قام الأمريكي جيرشن ليقمان بجمع أول كتاب ونشره تحت عنوان الأساس المنطقي للنكتة البذيئة ، ثم أردفه بكتاب آخر عام 1975م بعنوان شيء جدي إلى حد بعيد . وحوى الكتاب الأخير أكثر من ألف صفحة من النكات الأكثر بذاءة

وفي أمريكا أيضاً، اشتهر آلان دنديز، من جامعة كاليفورنيا، بكتاباته عن النكتة من منطلق أنها جزء من الفلكلور الشعبي. وحاز لقب أستاذ النكتة حتى وفاته أمام طلابه في عام 2005م وعلى لسانه نكتة لم يكملها

الطرف والنوادر أيام الرسول صلى الله عليه وسلم:

وقد كانت الطرف والنوادر على أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وكذلك التابعين،

الأجوبة المسكتة ابن أبي عون الكاتب ت 322هـ

نوادر القضاة، وطرائف الأطباء الحكيم راجي عباس التكريتي

البخلاء (الجاحظ) والأذكياء والحمقى (ابن الجوزي)

البرصان والعرجان والعميان والحولان (الجاحظ)

ونكت الهميان في نكت العميان- الصفدي

(كتاب أخبار النساء- ابن قيم ابن الابن الجوزية؛ شمس الدين محمد أبو بكر أيوب بن سعد / مصر 1319هـ)

بلاغات النساء - ابن أبي طاهر

أدب المعدمين في كتب الأقدمين- تأليف سالم الدباغ

(غرائب الأخبار ونوادر الحكم واللطائف والأشعار- أحمد عيسى عاشور

نوادر من التاريخ- صالح بن محمد الزمام

طرا ئف من التراث العربي - عبد الأمير علي مهنا

النكتة العربية :

من أشهر كتب الطرائف في التاريخ العربي القديم كتاب أخبار الحمقى والمغفلين لأبو الفرج بن الجوزي و البخلاء للجاحظ. إلا أن أشهر الشخصيات الفكاهية على مر التاريخ العربي كانت شخصية جحا التي نسجت حولها الطرائف كل شعوب آسيا تقريباً. ويقال إن اسمه الحقيقي هو أبو الغصن دجين الفزاري، كما يقال دجين أبي الغصن ابن ثابت الفزاري البصري. عاصر هذا الرجل الدولة الأموية ومات في خلافة المهدي عن 90 عاماً. ويمثل جحا شخصية الرجل العاقل الذي يصبح مجنوناً أو يتظاهر بالجنون، ليستطيع التعامل مع عالم من حوله مليء بالمفارقات. كما زخرت الذاكرة العربية بطرائف أشعب والبهلول وأبو العتاهية.

وفي شأن جحا نذكر هذه النكتة وإن كنا لا ندري صحة نسبها إليه اصطحب أحمقان وبينما هما يمشيان في الطريق يوماً قال أحدهما للآخر تعال نتمنى. فقال الأول أتمنى أن يكون لي قطيع من الغنم عدده 1000 وقال الآخر أتمنى أن يكون لي قطيع من الذئاب عدده 1000 ليأكل أغنامك. فغضب الأول وشتمه ثم تضاربا، مر جحا وسألهما فحكيا له قصتهما وكان جحا يحمل قدرين مملوءين بالعسل فأنزل القدرين وكبهما على الأرض وقال لهما: أراق الله دمي مثل هذا العسل إن لم تكونا أحمقين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق